دافعوا عن الإسلام بأخلاق الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بعد الإعلان عن الفيلم المسئ للرسول صلى الله عليه وسلم ، انتشر كثيرا للأسف الشديد كلمات وشتائم للديانة المسيحية على ألسنة الكثيرين وفي صفحاتهم ، كما انتشرت دعاوى للقتل والإرهاب ، كما انتشر تمجيد لما حدث من إرهاب وتفجير للعديد من السفارات الأجنبية في الدول العربية ، كما انتشر الكثير من المعايدة المبطنة بالمقاهرة لأمريكا بسبب حادثة تفجير برجي التجارة العالمي !!

وبغض النظر عن إنه أساسا كل واحد صار عارف وفاهم إنه موضوع حادثة البرجين هي عملية داخلية أمريكية وكان الهدف منها إعطاء أمريكا حرية وإمكانية أكبر لبسط سيطرتها على المنطقة بحجة الحرب على الإرهاب ، وبعذر البعض بما إنهم لسه عقولهم ما وصلت لمستوى الحمرنة ، لكني حابب بس أتكلم عن مثل تلك الكلمات والتعابير والأفعال بإذن الله سبحانه وتعالى .

الدين الإسلامي الحق ضد هذا الفعل قلبا وقالبا ..

أول شئ من تفعلون هذا ومن توافقون عليه بأي حق تلومون على من يسئ للرسول إساءتهم له وأنتم تسيؤون له أضعافا ؟!
الرسول صلى الله عليه وسلم خرجت عليه الإساءات والأفلام والصور بسبب مثل هذه الأفعال ، لأنكم بأفعالكم الإجرامية والعنصرية هذه تثبتون عليه صفة الإرهاب والتي هو برئ منها تماما وبرئ منكم ومن أفعالكم أيضاً ..

وثاني شئ مالذي يثبت إن هؤلاء الضحايا في تلك السفارات موافقين على الفيلم أو غيره ؟!
هذا غير إنه أي هجوم كان ممكن يضر بآخرين لا ذنب لهم وممكن يكونوا مسلمين موجودين في المنطقة لسبب أو لآخر !!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

تبا لكم تقولون مالا تفعلون ، والله سبحانه وتعالى يقول : { يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون # كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون } .
كيف تتوقعون أن ينصركم الله وأنتم مجرد جعجعة بدون طحن ؟!
تدَّعون حب رسول الله والدفاع عنه وأنتم لا تلتزمون أبدا بأوامره ونواهيه ، فأين حبكم الفعلي والحقيقي له ؟!

سؤال : ياترى عارفين ليش فيه بعض المسيحيين ومن الديانات الأخرى دافعوا عن الرسول ورفضوا العنصرية وما وافقوا على الفيلم ؟!
لإنه كل واحد منهم له صديق أو جار أو زميل مسلم ، وهذا الشخص المسلم بيعامله بما تقتضيه المعاملة الإسلامية من الإحترام ، ولهذا فهو لا يسمع ما يُقال على رسول الإنسانية من إساءات لأنه شاهد الإيجابيات بشكل عملي .

ففعل واحد فقط يُغني عن مليون كلمة !!
و والله وتالله وبالله لو جلستم تتكلمون وتدافعون من الآن حتى بعد مليار سنة ، لن يسمعكم أحد طالما أفعالكم عكس ما تقولونه ، لأن الأفعال هي التي تثبت وليست الأقوال ، وارجعوا في ذلك للآية المذكورة أعلاه .

عجبي من شخص يقول أن الرسول نهانا عن الإرهاب وأن الدين الإسلامي ليس دين إرهاب وهو من أكبر الإرهابيين أو من أشد المدافعين عن أفعالهم ، فكيف تتوقع من الآخرين أن يصدقوك ؟!

على قولة المثل المصري : أسمع كلامك أصدقك ، أشوف أفعالك أستعجب !!

والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر الصحابة في الحروب والغزوات بأن لا يروِّعوا حيوان ولا طائر ولا يقطعوا شجرة ولا يقتلوا شيخا لم يحمل في وجههم السيف ، فقولوا لي بالله عليكم وبعيدا عن من قُتلوا من الأشخاص في أي هجوم : كم من حيوان مات وكم من شجرة ونبتة قُطعت ؟!

بدك تدافع معناها دافع صح أو ما تدافع نهائيا وتظل ساكت ، لأن السكوت عند الجهل فضيلة ، و" من قال لا أعلم فقد أفتى " .

يقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا دينهم فيسبوا دينكم ) .
أمووووووووووووووت وأعرف إيش اللي مش واضح في الحديث ؟!

جيتوا تكحلوها عميتوها وأثبتتوا ظلما وعدوانا على الدين الإسلامي صفتي الإرهاب والعنصرية وحققتوا رغبة أعداء الإسلام وكنتوا خير عون لهم على مخططاتهم وحققتم لهم مالم يحققه الفيلم ، حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم جميعا .

يا جماعة أي واحد قبل ما يقول كلمة وحدة أو حتى همسة في مثل هذه المواقف لازم إنه يفكر مليون مرة قبلها ، ومش أي كلمة أو فعل يقوم يعمله بكل جهل وخلاص وكيف ما جات جات !!
في الدين مافيه شئ إسمه كيف ماجات جات ، ومافيه شئ إسمه ماكنت قاصد أو ماكنت عارف ، وإنما مش عارف تبقى تسكت وتهدى لغاية ما تعرف وتفهم ، والدليل قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( رُب كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا فتهوي به سبعين خريفا في جهنم ) أي في قاع جهنم والعياذ بالله !!

وياريت تحط 10 خطوط تحت كلمة ( لا يلقي لها بالاً ) يعني اللي قالها هو أساساً مش منتبه لخطورتها ومع ذلك كلمته بتلقيه في قاع جهنم .
هذه وهي كلمة وحدة فما بالكم بعمل إرهابي حقير أو ماشابه ؟!

الرسول صلى الله عليه وسلم جاره اليهودي كان يؤذيه بشكل مباشر وشخصي وكان يضع في طريقه القاذورات ، وفي يوم لم يجد صلى الله عليه وسلم تلك القاذورات فاستغرب وسأل عنه ، وعندما علم أنه مريض ذهب وزاره وتمنى له الشفاء .
هذا تصرفه صلى الله عليه وسلم مع من آذاه بشكل شخصي ومباشر وبنفسه ، فبأي حق تعطون أنتم أنفسكم حرية تفجير وقتل شخص لمجرد أنه ينتمي لدولة ساهمت في نشر فيلم يسئ له صلى الله عليه وسلم ؟!

هل تعلمون ما هو حكم من يحلل شئ حرمه الله ورسوله أو يحرم شئ حلله الله ورسوله ؟!

كلمة أخيرة لمن يتناقلون صور مخرج الفيلم المسئ أو بعض ممثليه أو مشاهده ، هل تعلمون ماذا تفعلون ؟!
ذلك المخرج ومن معه عندما خططوا لعمل الفيلم كانوا يعلمون بهذا الهجوم الحاصل الآن ومع ذلك لم يهتموا وقاموا بعمله ، وهذا لأنهم أساسا يبحثون عن الشهرة على حساب خير البرية عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وأنتم بحماقتكم وجهلكم ساعدتوهم على تحقيق رغبتهم تلك تماما وبدون أي تعب وأشهرتوهم في كل مكان !!

رجاءاً سواءا في هذا الموضوع أو في غيره ما حدا يتصرف أبدا مرة ثانية بشكل متسرع مبني على لحظة غضب وبدون أي تعقل أو تفكير ، حتى لا تكونوا عونا لأعداء الإسلام عليه بدلا من أن تكونوا عونا له عليهم !!

كلمة أخيرة لمن يعتبر تلك العمليات الإرهابية والتخريبية هي رجولة وشجاعة ، ردي عليك بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .

ألا هل بلغت ؟! .. اللهم فاشهد ..

نسأل الله العافية ، وأن يهدينا جميعا لما فيه خير لنا في دنيانا وآخرتنا ويوفقنا له ويسهله علينا عاجلا غير آجل ..
آمين يارب العالمين ..